ملتقـــــى الأحبـــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقـــــى الأحبـــــة

تعاون* أخوة في الله * قوة في الخير
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جهاد المرأة المسلمة بين الماضي و الحاضر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
مشـــرف عام
مشـــرف عام
مسلم


عدد الرسائل : 294
العمر : 66
SMS :


My SMS
جزاكم الله كل الخير وسدد الله خطاكم للجنة


البلد : جهاد المرأة المسلمة بين الماضي و الحاضر Male_p11
تاريخ التسجيل : 01/03/2008

جهاد المرأة المسلمة بين الماضي و الحاضر Empty
مُساهمةموضوع: جهاد المرأة المسلمة بين الماضي و الحاضر   جهاد المرأة المسلمة بين الماضي و الحاضر Icon_minitimeالإثنين مارس 10, 2008 3:08 am

جهاد المرأة المسلمة بين الماضي و الحاضر
مقال منقول للكاتب تيسير إبراهيم


مما لا شك فيه أنَّ كل واحد منا قد تأثر عندما رأى الاستشهادية المجاهدة بل أمَّ الاستشهاديات الحاجة فاطمة النجار، تلك المرأة التي بلغت من العمر قرابة الستين عاماً، وهي تسجل وصيتها قبل أن تنفذ العملية التي نالت بها الشهادة وارتقت إلى العلا - نحسبها شهيدةً ولا نزكي على الله أحداً -، وتذكرت قبل الحاجة فاطمة أمَّ نضال فرحات وأم محمد الشيخ خليل.
عندما رأيت الحاجة فاطمة هذه المرأة الكبيرة في السن تساءلت في نفسي مستغرباً: ما الذي يدفع امرأة في مثل هذا العمر لمثل هذا الفعل؟ هل تأخر رجال فلسطين لتتقدم نساؤها؟ ووجدت الإجابة تقول: كلا لم يتأخر رجال فلسطين لتتقدم نساؤها، بل إنَّ رجال ونساء فلسطين يتقدمون معاً في حين تراجع الكثيرون من العرب والمسلمين عن نصرة القضية الفلسطينية.
ثمَّ زال الاستغراب الذي حدثتني به نفسي وأنا أقرأ في كتب الحديث والسير، ووجدت أنًّ المرأة الفلسطينية في كل يوم تبدع وتحيي فينا نماذج الصالحات المجاهدات من سلف هذه الأمة، نماذج كنا نعدها إلى عهد قريب شيئاً من التاريخ والقصص والمآثر التي نربي عليها أبناءنا.
فقبل الحاجة فاطمة أحيت فينا أم نضال فرحات وأم محمد الشيخ خليل نموذج الخنساء التي تدفع بأبنائها إلى الجهاد، وتحتسبهم عند الله شهداء، ولا تجزع عندما يأتيها خبرهم، تماماً كما فعلت خنساء عهد النبوة تفعل خنساوات فلسطين، وهنّ خنساوات وليست خنساء واحدة.
وفي هذه المرة تحيي فينا امرأةٌ فلسطينية جديدة نموذج آخر من نماذج سلفنا الصالح، امرأةٌ كبيرة في السن تحرص على الشهادة وتسعى لها، وتُقدم عليها بلا خوف ولا وجل، أجد نفسي مضطراً مرةً أخرى للاستغراب من سلوك هذه المرأة وحرصها على الشهادة، ولكن كان زوال هذا الاستغراب أسرع من سابقه وأنا أتابع القراءة: كيف كانت صحابيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حريصات على الشهادة والجهاد، فقلت حينها: ليس غريباً على المرأة المسلمة هذا الحرص على الشهادة.
حرص الصحابيات على الشهادة والجهاد:
وكان مما قرأته وساهم في إزالة الاستغراب من نفسي ما رواه الإمام أحمد في مسنده عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، وَأَنَّهَا قَالَتْ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ فَأَخْرُجُ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ وَأُدَاوِي جَرْحَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ يُهْدِي لِي شَهَادَةً؟ قَالَ: قَرِّي فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُهْدِي لَكِ شَهَادَةً، ولم يكتب الله لها الشهادة في غزوة بدر، فكان رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أراد زيارتها يَقُولُ: انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ.
وروى كذلك الإمام البخاري عن أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَةِ مِلْحَانَ فَاتَّكَأَ عِنْدَهَا ثُمَّ ضَحِكَ، فَقَالَتْ: لِمَ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَثَلُهُمْ مَثَلُ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ. فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُمْ.
لينظر القارئ الكريم كيف كانت المرأة المسلمة الأولى حريصة على الشهادة فقالت: "لَعَلَّ اللَّهَ يُهْدِي لِي شَهَادَةً"، وكيف كانت حريصةً على الجهاد فقالت: "ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ". فهل تبقى بعد ذلك غرابة لِمَ تحرص هؤلاء النسوة على الشهادة وعلى الجهاد؟
الجهاد العملي للصحابيات:
بل أبعد من ذلك فالمسألة لم تكن حرصاً نظرياً على الشهادة فقط، لا بل كانت المرأة المسلمة تنزل ميدان الجهاد وتقاتل وتتأهب لذلك وتعد العدة.
روى الإمام مسلم وغيره عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَكَانَ مَعَهَا، فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟ قَالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ وفي رواية "طعنت" وفي رواية "بعجت" بِهِ بَطْنَهُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يضحك.
وروى الإمام البخاري عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَسْقِي وَنُدَاوِي الْجَرْحَى وَنَرُدُّ الْقَتْلَى إِلَى الْمَدِينَةِ.
تكرار الجهاد العملي من الصحابيات:
وهذا الذي كانت تفعله النساء من الغزو والحرص عليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصدر منهن مرةً على سبيل الصدفة، بل كان يتكرر إلى حد أنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، وَأَصْنَعُ لَهُمْ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى.
ما أعظمَ النساء المسلمات! ما أعظم صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم! حريصات على الشهادة والغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفعن بأبنائهن نحو الجهاد صابرات محتسبات فأين نساء العرب والمسلمين من نساء الصحابة؟ وما حرصهن؟ أعلى اللبس والطهو والطعام؟ أم على مساحيق الجمال واللهو والحلي والرحلات؟ شتان شتان بين نساء الأمس ونساء اليوم!!
وجوب احترام وتكريم المرأة المجاهدة:
لتهنأ المرأة الفلسطينية أنها حفيدة الصحابيات؛ حفيدة الخنساء وخولة، حفيدة الربيع بنت معوذ، حفيدة أم عطية الأنصارية هذه المرأة المجاهدة تستحق منا كل احترام وكل تقدير ومراعاة، وهكذا كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع النساء المجاهدات لا أن يستهزئ بهن وأن ينقص من قدرهن كما يفعل البعض:
روى الإمام أبو داود وأحمد عن حَشْرَج بْن زِيَادٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ أَنَّهَا خَرَجَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ سَادِسَ سِتِّ نِسْوَةٍ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقول: فَبَعَثَ إِلَيْنَا فَجِئْنَا فَرَأَيْنَا فِيهِ الْغَضَبَ، فَقَالَ مَعَ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ وَبِإِذْنِ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْنَا نَغْزِلُ الشَّعَرَ، وَنُعِينُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَعَنَا دَوَاءُ الْجَرْحَى، وَنُنَاوِلُ السِّهَامَ، وَنَسْقِي السَّوِيقَ: فَقَالَ: قُمْنَ – راضياً بما قلن - تقول الراوية: حَتَّى إِذَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ أَسْهَمَ لَنَا كَمَا أَسْهَمَ لِلرِّجَالِ.أي أعطاهن من الغنيمة كما أعطى الرجال.
وهكذا كان الخلفاء من بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقدرون ويحترمون ويخصون المجاهدات بالعطاء. روى الإمام البخاري: أِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَسَمَ مُرُوطًا – ثياباً - بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ الْمَدِينَةِ، فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّتِي عِنْدَكَ (يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ) فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ، وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ عُمَرُ: فَإِنَّهَا كَانَتْ تَزْفِرُ – أي تخيط - لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ.
وكان بين ما فعله سيدنا عمر من تكريم هذه المرأة المجاهدة وخروجها للجهاد سنوات طوال تزيد على عشر سنوات، وهذا من حفظ الجميل لهذه المرأة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جهاد المرأة المسلمة بين الماضي و الحاضر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقـــــى الأحبـــــة :: ركن المرأة المسلمة والأسرة :: منتــدى المرأة المسلمة والأسرة-
انتقل الى: